بقلم – محمد السويركي
” تخيل ..فقط مجرد تخيل
أنا أتعجب منك يا أخي الكريم تمدح في عفيف لماذا!!!!! اسأل نفسي دائما لو عاش هذا الشخص في الطائف مثلا ماذا سيصنع وكيف سيكتب ، أنت شيء ليس غريب بل عجيب!!!!! انشروا كلامي من مبدأ الرأي الحر “
بداية .. أسجل الشكر الجزيل للأخ – مسحل المغيري – صاحب التعليق على المقالة السابقة ” رحلة في طريق المطار ” ، نعم هو تعليق ووجهة نظر أحترمها وأحترم صاحبها .. والتي يرى فيها أنني أكيل المدح لعفيف ..
أحبتي .. أرجو أن أؤكد هنا أنه من لا يحترم الإنسان الذي يجاوره أو المكان الذي يسكنه ، ومن لا يتفاعل مع أخيه الإنسان أو يتكيف مع المكان أيا كان ، فهو ليس بإنسان ..
فالإنسان صاحب العقل والعاطفة والإحساس الصادق ، من طبعه أنه يتأثر ويؤثر ، يتفاعل ويفعل دوره بحسب الظروف والأحوال التي يعمل فيها أو يسكنها ، فما بالكم إذا ما كان الإنسان هو وزوجته يعملان معا في حقل التعليم والى جانبهما أطفالهما – كما هو حالي – ، ترى كيف سيكون الارتباط بالمكان ؟
كذلك فالإنسان ليس بمعزل عن الآخرين ، فهو منهم واليهم يأخذ ويعطي .. ، فكيف إذا كان الأخذ بالحجم الذي أخذه ” محمد السويركي ” من عفيف وقراها احتراما وتقديرا وتواصلا ومحبة ..
نعم لقد أعطتني عفيف .. ، عفيف الأرض والإنسان ، أعطتني الخير الكثير ، ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله سبحانه .. ، نعم .. فلعفيف ولأهلها كل الحب والتقدير والشكر..
لقد جئتها وهي في بداية تشكلها ، مدينة صغيرة وادعة في قلب نجد ..، فعرفت قلب المدينة وأطرافها بشكل جيد وذلك بسبب العمل والسُكنى ، والارتباط مع الأحبة والأصدقاء ، وكذلك ربما بسبب قدرتي على بناء ونسج العلاقات الاجتماعية مع الناس ..
نعم .. لقد رزقت بالمولود الثاني من أبنائي في مدينة عفيف ، أيضا الحمد لله فقد أديت فريضة الحج مرتين ، وأديت العمرة مرات عديدة ، وكان الانطلاق والعودة دائما وأبدا من والى مدينة عفيف …
إن الأصدقاء الذين عرفتهم – في عفيف – سواء كانوا مواطنين سعوديين أم عرب ، ارتبطت معهم بعلاقة إنسانية تحتم عليّ مبادلتهم الاحترام والتقدير والتذكر ..، كذلك فان طبيعة المهنة التي كنت أعمل بها – مهنة التعليم – ، هي مهنة إنسانية سماوية راقية ، تتطلب حسن التعامل في الإرسال والاستقبال مع الجميع ، ومع مختلف شرائح المجتمع . .
أثناء عملي معلما للتربية الرياضية داخل عفيف ، كنت أُحكّم كثيرا من المباريات بين الفرق المدرسية ، الأمر الذي أكسبني علاقة مميزة مع اللاعبين والمعلمين والمشجعين ، فبقيت صورهم راسخة في الذاكرة كالزملاء الرياضيين وخاصة الأستاذ رشاد والأستاذ كارم وموجه التربية الرياضية محسن عبد المنعم وغيرهم الكثيرين ، إذ كيف سأنسى عفيف وأنسى لقاءات مدرسي التربية الرياضية في بيت الأستاذ رشاد جاسر ، رشاد الذي كان أيضا يشرف على تدريب نادي عفيف الرياضي بكرة الطائرة ..
إن طبيعة العمل السابق ، معلم ومدير مدرسة والآن متقاعد من الحقل التربوي ، ومتفرغ للعمل الإعلامي والصحفي .. ، هذا يعني أن من واجبي أن أمنح البسمة بل أصنع المحبة والجمال كي أرسله وأنشره في كافة الاتجاهات، وعفيف أرضا وإنسانا ، وما أخذته من مديح هو بعض من الواجب وهو دين ..
فالابتسامة و الكلمة الطيبة والمؤثرة ، تفعل فعلتها بين الناس وفي النفس البشرية .. . امتثالا لقول الرسول عليه السلام : ” تبسمك في وجه أخيك صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ” .
لذا فلنتصور جميعا ، لو أنني في كتاباتي أنتقد بعض الأماكن والأشخاص ، أماكن تغيرت وتطورت ،,أشخاص رحلوا عن الدنيا ، تخيلوا كم ستكون الصورة قاتمة وسيئة من طرفي ، بل كيف ستكون صور الآخرين في عيون الآخرين .. ؟
أيضا هل وُجدنا في هذا الكون للمُخاصمة والصدام والانتقاد والاشتغال بعيوب الناس فقط ، وهل نسينا كيف نخلق المحبة والمودة بين الأفراد كي يحيا المجتمع حياة سعيدة ، علما أن ديننا الإسلامي هو دين تسامح ؟
ثم أين هي مسؤولية الأدباء والكتاب والصحفيين وكل أصحاب الأقلام …، أين رسالتهم وواجبهم ؟
أحبتي .. لو كُنت كاتب مقالة لصحيفة يومية أو أسبوعية ، سأتطرق لمعالجة الخلل والقصور ، وتوجيه المسؤول لآلية المعالجة ، وذلك لأن للصحافة رسالة …، أقلها الرسالة الخدماتية للمواطن والرقابية على المسؤول .. ، أما أنا ، فأكتب ذكريات من الزمن الجميل .. !! ، ذكريات قاربت على ربع قرن من الزمن،
ذكريات توثق لحقبة جميلة من تاريخ مدينة عفيف كما رأيتها وعرفتها .. ، ذكريات تسعد بها الأجيال الجديدة في محافظة عفيف ، وتسر بها الأجيال السابقة ، أصفها بل أصورها بأمانة وحيادية .. ، فإذا مدحت هذا وأثنيت على ذاك ، وأعطيت عفيف صورتها الحقيقية ، فإنما هي أمانة الكتابة والتوثيق والموقف ..
تُرى ماذا عساني أقول عن الشيخ سعد السمار والد اللاعب سعود ، حارس الشباب الذي كنت أرى والدي من خلاله في غُربتي ، بسنه وخلقة وأدبه .. ؟
ماذا أقول عن الأخ بدر قايد المطيري الذي بقي يُراسلني ، بعد أن انتهت إعارتي للملكة العربية السعودية لسنوات طويلة ؟
ماذا أقول أيضا للأخ منير صقر المطيري أحد أبنائي الذين علمتهم في بلدة الشواطن وبقي يراسلني حتى عهد قريب ؟
بل ماذا أقول للدكتور مطلق العتيبي من المردمة ، أحد أبنائي الطلبة الذي اتصل معي عبر الهاتف ما يزيد عن الساعة مستفسرا عن أحوالي وأخباري قبل شهرين تقريبا ؟ لا ادري ماذا يمكن أن تفسرها أخي مسحل ؟
لتعلم أيضا أن ما يتم نشره في صحيفة عفيف من ذكريات هي مواد غير مأجورة ، بل هو بعض وفاء وانتماء ومحبة للمكان والإنسان الذي شدني لعفيف ولسكانها ..
بقي لي أن أقول : إن عفيف والطائف والرياض وكافة المدن السعودية ، لها مكانة خاصة في النفس والقلب ، ولكن طبيعة الإنسان – سبحان الله – يلتصق ويتعلق بالمكان الذي يسكنه ..، لأنها فطرة الإنسان السّوي والمنتمي ..، وهذه تحية ل ” مسحل المغيري ” ولكافة قراء ومتابعي صحيفة عفيف الالكترونية ..
والى اللقاء في مقالة أخرى
التعليقات 16
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
معلق
17 يونيو، 2010 في 8:19 مساءً[3] رابط التعليق
لا استغرب هذا الوفاء .. من شخص عربي أصيل مثلك ..
مقااال رائع للغاية ..
اخوك
أبو نواف
18 يونيو، 2010 في 11:40 مساءً[3] رابط التعليق
احييك أخي الكريم محمد
اتابع ما تكتبه بصمت واستمتع حين اقرا لحرفك
احساس صادق وقلم رائع
شكرا لك ولا تكفي ..
ابو راشد
19 يونيو، 2010 في 1:24 صباحًا[3] رابط التعليق
ونحن ماذا نقول لمن سرد هذه الصفات عن محافظتنا الغالية واتصف بصفات الوفاء والطيبة والاخلاص مهما تحدثنا واسترسلنا بالحديث سنقف عاجزين عن رد الجميل لمن بادل الاخلاص اخلاص والوفاء بالوفاء لا نملك الا ان نقول كثر الله من امثال محمد السويركي ووفقه لكل خير
ابوعبد المجيد
19 يونيو، 2010 في 1:40 صباحًا[3] رابط التعليق
عفيف هو البلد الوحيد الذي تذوب فيه الفوارق الطبقيه والعا ئليه وتتمازج وتنصهر منتجة عائله واحده بحيث لو قابلت شخص في الخارج سبق أن عاش في عفيف لو لفترة قصيره لغمرك بقيض من المشاعر الجياشه كأنه من أعز أقاربك
وكم من شخص حضر للعمل في عفيف واستقر بها بعد تقاعده حبا لهذا البلد المضياف بعكس بعض البلدان التي تطغى عليها الحزازيات والكراهيه حتى بين أهل المدينه أنفسهم…..عمار ياعفييف عمار. فصدق من مدح عفيف
عفيف في أهاليها………..تغنى المجد والكرم
محمد الروقي
19 يونيو، 2010 في 10:57 مساءً[3] رابط التعليق
شكراً من الاعماق للاستاذ/ محمد السويركي على هذا الثناء ولتعلم عزيزي ان الثناء هو جزء من رد الوفاء فشكراً شكراُ وكثر الله من أمثالك وقلما تجد في هذا الزمان من يحذو حذوك ونحن لانملك الى الدعاء لك بالتوفيق
ياسر العطاوي
20 يونيو، 2010 في 1:35 صباحًا[3] رابط التعليق
مسحل المغيري مشكلتك تعاند اجل وين التقا بمن ذكر أليس في عفيف ،، عفيف من سكن بها أحبها وأسال الكثير وذكر السويركي في مقالات سابقة عدد كبير من طلابه وشيوخ القبائل والمعارف وبلاش عناد وكره لعفيف !!
مسحل المغيري
19 يونيو، 2010 في 11:13 مساءً[3] رابط التعليق
في موطني بَزَغَتْ نِجُومُ نَبينا – والمخلصونَ استشهدوا بحِمَاهُ
في ظلِّ أرْضِكَ قد تَرَعْرَعَ أحمدٌ – ومشى مُنيباً دَاعياً مَولاهُ
يَدعو إلى الدِّينِ الحَنيفِ بهَدْيهِ – زالَ الظلامُ وعُدِّدَتْ دَعْواهُ
في مكةٍ حَامُ الهُدى وَبِطَيبَةٍ – ذِكرى رَسُولِ ونُورِهِ وَهُداهُ
اخي محمد احب ان اشكرك عن ماتكتبه لمكان غالي لانه من موطني العزيز
موطني الذي اكن له العشق واطلب من الله ان يبقى شامخا بين الاوطان…
ولكن اجد في كتاباتك تناقض كبير فأنت تكن لأهل عفيف الحب الكبير
واتمنى ان يكون من اعماقك ومن دواخلك
(أثناء عملي معلما للتربية الرياضية داخل عفيف ، كنت أُحكّم كثيرا من المباريات بين الفرق المدرسية ، الأمر الذي أكسبني علاقة مميزة مع اللاعبين والمعلمين والمشجعين ، فبقيت صورهم راسخة في الذاكرة كالزملاء الرياضيين وخاصة الأستاذ رشاد والأستاذ كارم وموجه التربية الرياضية محسن عبد المنعم وغيرهم الكثيرين ، إذ كيف سأنسى عفيف وأنسى لقاءات مدرسي التربية الرياضية في بيت الأستاذ رشاد جاسر ، رشاد الذي كان أيضا يشرف على تدريب نادي عفيف الرياضي بكرة الطائرة .. )
لا أظن ان الاسماء السابقة لذكر من اهل عفيف !!!!!!!!
الا تشاطروني الرأي ياأولي الألباب؟؟؟؟
alskb
20 يونيو، 2010 في 10:13 صباحًا[3] رابط التعليق
لا أظن ان الاسماء السابقة لذكر من اهل عفيف !!!!!!!! الا تشاطروني الرأي ياأولي الألباب؟؟؟؟
الاسماء التي ذكرت
1-بدرقايد مدير مدرسه الشواطن حاليا
2-منير صقر مدرس في ثانويه عفيف
القديم
20 يونيو، 2010 في 8:32 مساءً[3] رابط التعليق
اخي محمد يعجز السان عن التعبير والعقل عن التفكير اثناء ما اكون متابع احد مقالاتك ولا يستغرب علا رجل مثلك له الباع الطويل في التعليم
عزيز النعيمي
21 يونيو، 2010 في 8:41 صباحًا[3] رابط التعليق
كل الشكر للاستاذ محمد سويركي الصحفي الاردني المعروف صاحب الخلق والطيب وما يكتبه الاستاذ محمد عن عفيف هو صادق في كتاباته لاني اعرف هذا الشخص عن قرب ولاكني استغرب موقف الاخ مسحل المغيري استنتج من تعليقه انه لايثق بااي شخص ويمكن ختى بنفسه لايثق هل من الصعب ان تصدق ان هناك اشخاص اوفياء الم تسمع بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه الخير في امتي الى يوم القيامه اكرر شكري الي الاستاذ محمد السويركي والى الامام انشاء الله
محمد العمري
21 يونيو، 2010 في 11:32 مساءً[3] رابط التعليق
أن يتذكر الانسان ماضيه شىء جميل .. اما أن يكتب عن غيره كالانسان والمكان فهو شىء أجمل .. أما ان يوثق لمنطقة وساكنيها ، بيوتها وأناسها ، معالمها ومؤسساتها .. يرسم بالكلمة .. تماما كما يرسم الفنان التشكيلي بالفرشاة ..يوثق بأمانة وصدق .. بنزاهة اعرفها في شخص كاتب بحجم التربوي والصحفي والاعلامي – محمد السويركي – أقول شرف عظيم أن نقرأ روعة ما تجود به قريحة هذا الكاتب .. بل كم أتمنى على هذه الصحيفة – صحيفة عفيف الالكترونية – ان تجمع هذه المقالات بعد ان يفرغ منها الكاتب مضافا اليه بعض الصور والمعالم لمدينة عفيف وقراها ، لتوثق في كتاب ، يحكي سيرة المدينة وبرها .. ليكون هدية للأجيال القادمة ، لما في هذه المقالات من تجذير وانتماء للمكان ، بل ونشر للمحبة والفضيلة بين الناس ..
مسحل المغيري
22 يونيو، 2010 في 8:13 مساءً[3] رابط التعليق
فعلا انتم ينطبق عليكم المثل القائل (الجمل مايشوف عوجة رقبته)
المقال له اكثر من اسبوع ولم يرد عليه من اهل عفيف الا سبعة اشخاااااص
وانا متأكد انه نظر فيه اكثر من هذا العدد بكثيرجدا جدا
لقناعتهم بردي على السويركي
فهد
24 يونيو، 2010 في 4:12 صباحًا[3] رابط التعليق
مقال جيد ……
ولكن :::
“”””عفيف هو البلد الوحيد الذي تذوب فيه الفوارق الطبقيه والعا ئليه وتتمازج وتنصهر منتجة عائله واحده””””””
انا رأيت عكس هذااااااااااا …… لي 5سنوات في عفيف
وخصوصاً المدارس ( مدارس البنات ) فيها من الاحزاب والعنصريه ما الله به عليــــــــــــــم ……
أما ( مدارس البنين ) متوسطة العنصرية
محمد
24 يونيو، 2010 في 2:01 مساءً[3] رابط التعليق
لست من سكان عفيف ، بل من الحجاز ..
ولي تقريباً 9 سنوات .. لم أطلب الانتقال إلى محافظتي .. بل سأستقر هنااا في (( عفيف )) … وسأترك التعليق لكم ،
.. أما أنت يا أستاذ محمد / فلك جزيل الشكر والتقدير ، لوفاءك العظيم الذي لايستغرب على الأوفياء إطلاقاً ..
…. باقة من الورد لروحك الطيبة ..
محمد الفهد
14 نوفمبر، 2010 في 4:09 مساءً[3] رابط التعليق
أنا أبغى أقوووول بس **
عفيف وش فيها أبغى أعرف لا مدينة متطورة ولا مدينة زراعية ولا مدينة صناعية وششششش فيهااااااااااا غير كل 30 كيلو 4 بيوت وحاطين لهم مدرسة ومستاصف على قولتكم …
ابو وليد
20 يناير، 2011 في 5:00 مساءً[3] رابط التعليق
انا معلم عايش في الطائف اول ماتوضفت عينوني في عفيف سألت عن عفيف يسبونها دشاره ومدري ايش فكرة كثير قلت مالي الا اخذ فيها سنه ثم ادور واسطة نقل.. داومت في عفيف بس ما توقعتها مثل هالراحه اخذت سنتين في عفيف جاء قرار نقلي للطائف والله اني انصدمة بنقلي مابي انقل بعد مافكرة الاستقرار بها.. حاولت اني ما انقل بس مشيئة الله حزنت كثير يوم نقلت وانا والله لو اقدر ارجعلها لرجعت ..والي يقول ما فيها شي زين يكفيك انك ساكن فيها بس..